سورة إبراهيم - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


أحللنا بهم العقوبة، وأشهدناكم ذلك مما اعتبرتم، وجريتم على منهاجهم، وفعلتم مثلَ فِعْلِهم، وبإمهالنا لكم اغتررتم فانْتَظِرَوا منَّا ما عاملناكم به جزاءً لكم على ما أسلفتم.
ويقال إن معاشرةَ أهل الهوى والفسق ومجاورتَهم مُشَارَكةٌ لهم في فِعْلِهم، فيستقبلُ فاعلُ ذلك استقبالَهم، ومَنْ سَلَكَهُم ينخرط في التردِّي نحو وَهْدَةِ هلاكهِ مثْلَهم.


أي لا تحسبنَّه يخلف رسله وعده؛ لأنه لا يخلف الوعد لصدقه في قوله، وله أن يعذبهم بما وعدهم لحقِّه في مُلْكِه، وهو {عَزِيزٌ} لا يصل إليه أحد، وإن كان ولياً. {ذُو انتِقَامٍ} لا يفوته أحد وإن كان (...).


لا يختلف عَيْنُها وإنما تختلف صورتها، وكذلك إذا انكدرت النجوم، وانشقت السماء يقال ما بدّل عينها وإنما بدَّل الأزمانَ والمكانَ على الناس باختلافهم أحوالهم في السرور والمحن؛ كَمَنْ صار من الرخاء إلى البلاء يقول: تغيَّر الزمانُ والوقتُ وكذلك من صار من البلاء إلى الرخاء.
ويقال إن آدم لما قتل أحدُ ابنيه الآخرَ قال:
تغيرت البلادُ ومَنْ عليها *** فوجهُ الأرضِ مُعْبَرٌّ قبيحُ
وفي هذه القصة من كان صاحب بسطٍ فَرُدَّ إلى حال القبض، ومن كان صاحب أُنسٍ فصار صاحب حجاب- يصحُّ أنيقال بدل له الأرض، قال بعضهم:
ما الناس بالناس الذي عهدي بهم *** ولا البلاد بتلك التي كنت أعرفها
وكذلك العبد المريد إذا وقعت له وقفة أو فترة كانت الشمس له كاشفة، وكانت الأرض به راجفة، وكان النهار له ليلاً، وكان الليل له ويلا، وكما قيل:
فما كانت الدنيا بسهل ولا الضحا *** بِطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة ببارد

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14